الأحد، 12 مايو 2013

محمد عبد الرحمن يكتب: خمسة أسباب تشجعك على مشاهدة تتح !!


إذا كنت من الذين رموا طوبة الممثل الكوميدي محمد سعد بشكل نهائي واعتبر أن إعلان فيلمه الأخير تتح تأكيدا لموقفه فهذا المقال غير موجه لك، أما إذا كنت ممن لازلوا يضحكون على أفلامه الأولى وظنوا أنه لن يعود مرة أخرى لمستواه فهذا المقال من أجل أنت .
1. فيلم تتح ملئ بالمواقف والايفيهات المضحكة بحق، لسببين أقلهما أهمية أنها جديدة وغير مستهلكة، والأهم أنها مستوحاة في معظمها مما يعانيه الشعب المصري الآن في ظل حكم الإخوان المسلمين، جملة مثل "يا رب عدي الستين سبعين سنة دول على خير" ليست ايفيه لفظي يسمعه الجمهور ويضحك في الفيلم حتى لا يندم على ثمن التذكرة لكنها تعبر بحق عن ما يشعر به المصريون لهذا ستعيش طويلاً مثل ايفيهات فيلم "اللي بالي بالك" التي لايزال شباب فيسبوك يستخدمونها للتعليق على الأحداث الجارية رغم مرور 10 سنوات على انتاج الفيلم.

2. تتح ربما يكون أول عمل متماسك دراميا لمحمد سعد، ربما أكثر من فيلمي اللمبي واللي بالي بالك، هل تتذكر أن سعد في أحد أفلامه قدم مشهداً في الاعلان ولم يراه الجمهور عندما دخلوا قاعة العرض، هذه الثغرات شبه منعدمة في تتح بعدما سلم سعد دماغه للمخرج سامح عبد العزيز، حتى أغنية المطربة الشعبية بوسي لا يمكن اعتبارها مقحمة على الدراما، بالمقارنة مثلا بأغنية سعد ومي عز الدين في "اللمبي 8 جيجا" .

3. هل غضبت من الطريقة التي تناول بها سعد أحداث الثورة في "تك تك بووم"، أنا أيضا كذلك لكن مشهد الشرطة في تتح (اللواء جسده سامح أبو الغار والعميد جسده ماجد عبد العظيم) وحده كفيل بأن يجعلك تقدر هذا الفيلم، وجه سعد ممثلا للبسطاء في مصر لطمة قوية للداخلية منذ الثورة وحتى الآن، حادث سطو مسلح على مول تجاري والشرطة تطلب من تتح أن يتصرف لأنها لا تمتلك خطة، بينما اللواء يطلب في نهاية المشهد تناول كافيه لاتيه وبين هذا وذاك رد "تتح" على كل الأكاذيب التي تستخدمها الداخلية بعد الثورة لخداع المصريين.

4. هل ترى أن فكرة اتصاله برقم المحمول الناقص مستهلكة وقدمها أحمد حلمي في مشهد شهير بفيلم "عسل أسود" وأن مشاهده مع أصحاب الأرقام مقحمة على الفيلم، أنا عكسك تماما، لأن سعد حاول في هذا الفيلم أن ينتقد الجميع، لم ينحاز لطرف ضد أخر في الشعب المصري، ومن خلال هذه الحيلة الدرامية التي قد تراها ساذجة رصد تغير أخلاق المصريين بشكل يؤثر في جمهور الفيلم خارج المولات، بيع الأعراض، وعقوق الوالدين، والسياسيين الذين يرددون كلاما محفوظا (مشهد القصاص مع سمير غانم) وغيرها من المواقف التي تعرض لها البطل بحثا عن صاحب رقم المحمول الناقص كلها قضايا أراد سعد من خلال التركيز على ما حدث للمصريين، ويثبت ذلك من تكرار مشهد مروره على المقهي دون أن يفكر القهوجي في دعوته لشرب كوب شاي .

5. الفيلم هو الأول الذي يعبر عن معاناة البسطاء بعد الثورة، عن ما يجري داخل الحواري الشعبية، يقول له هاني (عمر مصطفى متولي) نروح اسكندرية فيرد تتح :مظاهرات، طب نروح الاسماعيلية :عصيان، وعندما دخل الجامعة لأول مرة وجاوب على سؤال المحاضر ماذا يحتاج المصريون، كان رده مختلفا عن الطلاب قال تتح : سولار، بنزين، عيش والدائري بليل، المكان الذي يشهد تثبيت عشرات المصريين كل يوم، وعندما طرده المحاضر (خالد طلعت) كانت رسالة المشهد واضحة، النخبة ترفض الطريقة التي يعبر بها البسطاء عن أنفسهم .

أخيراً : بالطبع كان الفيلم سيكون أفضل لو لم يبالغ سعد في استخدام ملامح الشخص المتأخر عقليا، خصوصا أنها تتناقض مع تصرفات الشخصية طوال الوقت، وكان سيكون أفضل لو قلل من الإيحاءات الجنسية وكأنه مصمم على ارضاء الفئة من الجمهور التي تفضل هذه النكات، والأهم أن هذا المقال ليس تمجيدا في النجم الذي قد يعود للأسف لمستوى أقل لو لم يفهم الأسباب التي أدت لنجاح تتح ليؤذي نفسه كما فعل في كركر وتك تك بووم، هذا المقال محاولة فقط للتأكيد على أننا يجب ان نتخلص من الأحكام المطلقة في السياسة والحياة والسينما أيضا، لا يوجد شخص ناجح باستمرار أو فاشل باستمرار وفرصة العودة مفتوحة أمام الجميع.