قام القائمون على الدراسة بفحص الحمض النووي للمايتوكوندريا- الذي ينتقل للمواليد عبر أمهاتهم - الخاص بقبائل ال"خوي"و ال"سان" (Khoi and San) في جنوب افريقيا، وبدا أنه اختلف عن الحمض النووي لنظرائهم في الفترة مابين 90,000 الى 150,000 عاما مضت. قاد فريق البحث دورون بيهار (Doron Behar) من المركز الطبي رامبام (Rambam Medical Center) في حيفاء باسرائيل، وساهارون روسيت (Saharon Rosset) من آي بي أم (IBM) مركز تي جي واتسون البحثي (TJ Watson Research Center) في مرتفعات يوركتاون و نيويورك و جامعة تل أبيب. واختتم الباحثون دراستهم باستنتاج ان البشر تباعدوا و انقسموا الى مجموعات صغيرة ابان العصر الحجري، ثم تجمعوا في العصر الحجري وازداد عددهم و انتشروا الى مناطق أخرى.
تعرض الشرق الافريقي لظاهرة الجفاف عدة مرات متالية في الفترة مابين 135,000 الى 90,000 عاما مضت، وقال الباحثون ان هذا التحول المناخي ساهم في التغيرات السكانية اللاحقة، حيث انقسم البشر الى مجموعات صغيرة ومعزولة تطورت كل منها منفردة و بمعزل عن المجموعات الأخرى. يقول ميف ليكي (Meave Leakey) (مستشار الجغرافيا الجينية و دراسات العصور القديمة) " من كان يتصور ان الموجات المناخية المتطرفة قد قلّصت تعداد البشر الى رقم صغير جدا، و اننا كنا على وشك الانقراض منذ 70,000 عاما فقط؟"
أمّا سبنسر ويلز (Spencer Wells) (المستكشف المقيم بالجمعية الجغرافية الوطنية) فيقول : "توضح هذه الدراسة ما لعلم الوراثة والجينات من قدرة غير محدودة على كشف الغطاء عن بعض الأحداث الرئيسية في تاريخ نوعنا البشري. بعد ان أجبرت الظروف المناخية القاسية مجموعات صغيرة من البشر الأوائل على التباعد، عادوا من على حافة الخطر مرة أخرى ليتجمّعوا ويعاودوا استيطان الأرض. انها حقا دراما ملحمية مكتوبة على شريط الحمض النووي الخاص بنا." جدير بالذكر ان ويلز هو مدير مشروع الجغرافية الجينية الذي تم تدشينه في 2005 لدراسة الأنثروبولوجيا باستخدام علم الوراثة والجينات.
استخدمت دراسات سابقة ميتوكندريا الحمض النووري في تتبّع البشر المعاصرين حتى توصلت الى الميتوكوندريا الأم لانسان عاش في افريقيا منذ حوالي 200,000 عام مضت. و يبدو ان موجات هجرة الانسان من افريقيا لاستيطان باقي العالم بدأت منذ حوالي 6,000 عام، ولكننا نعرف القليل عن البشر منذ بداية ظهورهم على الأرض وحتى هذا التاريخ. أما اليوم، فيعيش أكثر من 6.6 بليون انسان على سطح الأرض طبقا لمكتب الاحصاء الأمريكي.
ترجمة: ادوارد هايد