الخميس، 23 فبراير 2012

الشيطان الذى فى المجلس العسكرى


بقلم/ د. ربيع البرقي
كانت لعبة الانتخابات هى الخديعة الكبرى التى جمع بها المجلس العسكرى جميع اطراف اللعبة فى يده و اصبح يحرك الجميع كمن يلعب بعرائس الماريونيت فلقد نصب الفخ بعناية فائقة لتجد القوة السياسية نفسها امام خيارين احلاهما مر وضعهما المجلس العسكرى كشرط أساسى لمن أراد اللعب على قواعد العسكر .
أمام اصرار العسكرى على وجود جزء فردى فى انتخابات مجلس الشعب رغم مطالبة القوى السياسية المختلفة على أن تكون الإنتخابات بالقائمة النسيبة المغلقة بالكامل إلا أن المجلس وقف صلبا أمام هذا المطلب كنوع من فرض واقع مقصود بحيث يجبر القوى التى تسعى إلى اغلبية فى البرلمان على خيارين لا ثالث لهما إما ان تدخل الانتخابات على القوائم فقط بجانب دفعهم بمرشحين مستقلين عن احزابهم وفى هذه الحالة فإن الدعاية الانتخابية لهم ستكون فى غاية الصعوبة و كذلك فإن ضمان نجاحههم هو نوع من المجازفة غير محمودة العواقب و فى هذه الحالة فإن هذه القوى لن تحقق النسب التى تسعى إليها من الانتخابات فلو علمنا مثلا ان الإخوان حصلوا على ما يزيد على 40% قليلا فى القوائم و التى تمثل ثلثى المقاعد فإن هذه النسبة تمثل ما يقرب 145 تقريبا مقعدا من مجموع مقاعد البرلمان بدون الثلث الفردى وبالتالى كانت نسبتهم فى هذه الحالة لن تزيد عن 28% من مجموع مقاعد البرلمان ال 508 وهذه النسبة لا تعطى احدا من القوى السياسية الفرصة للسيطرة على البرلمان وكذلك وضع الدستور ، أو أنها تنافس على الثلث الفردى وعندما يضطر المجلس العسكرى ( لإظهار العين الحمراء ) لمجلس الشعب فإنه يشكك فى دستورية خوض الأحزاب الانتخابات على الثلث الفردى كما هو حاصل فى حكم المحمة الإدارية العليا و المحال الى المحمكة الدستورية للفصل فيه حتى يتراجع البرلمان خطوات للوراء إستجابة لضغوط العسكرى ، وعلى طريقة سهم أتانى من الخلف وفى هذه الفرضية على المجلس بأغلبيته أن يختار بين رئيس يخضع للعسكر مدعوم من الاغلبية البرلمانية التى تملك زخما فى الشارع و يصدر للناس فى شكل ( الرئيس التوافقى ) أو تنتهى اللعبة حسب القواعد التى وضعها جنرالات العسكر بحل المجلس المطعون فى دستوريته على طريقة ( فيها لاخفيها ) و لكن للأسف بوضعنا هذا فإن الكل مرغم على اللعب وفق قواعد العسكر و النتيجة اصبحنا أمام برلمان يخشى ان ارتفع صوته ان يصبح بحكم المحمكة خارج اللعبة .
هذا التكتيك من المجلس العسكرى يجعلنا نتساءل من هو الشيطان الذى يخطط لجنرلات العسكر و إلى أى مدى تلعب اجهزة المخابرات الاخرى دور فى التخطيط للعسكر حتى يضيقوا الخناق اكثر و اكثر على عنق الثورة .