سمراء النيل:
اقولها بعلو صوتى...........ولن نفقد الأمل... هذا الوطن الذى يحيا فينا قبل أن نحيا نحن على ثراه ...ونحن هنا تعنى نحن، كلنا بألواننا المختلفة وإن غلب عليه سمار النيل، بلهجاتنا المختلفة وإن غلبت عليها الإمالة، بوجوهنا المختلفة وإن ذبلت فيها العيون، بعبوديتنا لإله واحد وإن اختلفنا فى وصف ذاته العليا .
نحن لنا نفس الحق وعلينا نفس الواجب ، لا فضل لأحد على أحد، ولا دين لأحد عند أحد ولا زمة لأحد فى أحد، ولا يملك فيه أحد جزءاً لا يملكه غيره فهو وطننا نحن على المشاع، الكل فيه يمتلكه والكل فيه يورثه لابنائه وأحفاده من بعده
وطننا ليس فيه أكثرية إلا فى صندوق الانتخابات وليس فيه رأى أو قانون أو عرف نقدره إلا من وافق الدستور الذى نرتضيه
نحن لا نفرق بين مسجد وكنيسة ومعبد، كلها علامات لتدين هذا الوطن تعبير عن ابنائه الذين يحبون ربهم دون زهو أو إعتداء، لا يبغى بعضها على بعض عدداً أو فخامة أو نظافة أو ابداعاً فى الحياة الاجتماعية أو الأدبيه أو الثقافيه أو العلمية أو الرياضية أو الفنية
لكل دار عبادة ادارة مختارة من موقعها يحاسبها القانون دون رقيب أمنى إلا فى حراستها كمبنى من مبانى الوطن .... كل الوطن
نحن نريد دور عباده ترشد أبنائها إلى الحب والرحمة والحياء، تبث فى أبنائها علماً وفهماً ودعماً لكل أعمال الخير، لا تستقطب فئة بدعوى الحق المطلق ولا تهين فئة بدعوى الشر المطلق
نريد كل دور العبادة وليس فئة بعينها فى صحراء الوطن لا لتعبد فقط وإنما نواة لتنمية وإزدهار وإعماراً للوطن وزيادة فى خصبه
نحن نجل دستورنا ونقدره ونعادى من اعتدى عليه، نعاديه كلنا
نحن ارتضينا ديمقراطية يكفلها الدستور ويحميها القانون نزاهة وشفافية واحتراماً لارادة الاكثرية منا دون فئوية أو تمييز أو خلط لمفاهيم تنبع من دين أو مذهب أو فكر أو عرف أو عادة أو دعوة من غيرنا
نحن لا نرضى إلا بقانون عدل منبثق من دستورنا ومصدق عليه من شرعية اختيارنا يمنهجه رجال قانون وقضاة منا عدول دون فساد ودون بطء وينفذه شرطة منا شرفاء دون ابطاء ودون إعتداء
نحن نعتذر لكل من عانى فى وطننا ( وهم كثر )، لكل من حوكم عسكرياً دون حق، لكل من سجن دون حق ، لكل من صودر فكره دون حق ، لكل من ظلم دون حق، لكل من أهين دون حق، لكل من استشعر تمييزاً ، لكل من عانى مرضاً أو بؤساً أو فقراً أو جهلاً أو سخرية أو اقصاء على أرض الوطن.
لن نعفوبعد اليوم عن ظالم أو منتهك لحق من حقوقنا وإن قوى نفوذه ، لن نسامح مفرقاً لجمعنا وان عسل كلامه ، لن نغفر لمن يستعدى علينا أحدا أو يستقوى علينا بأحد وإن تقدس سره، لن نرضى بمن يرمينا بكفر وإن زاد علمه، لن نسكت على من يريد وطننا وطناً له دون غيره وإن توارى خلف كهنوت، لن نصبر على من يقتلون فينا الأمل وإن ادعوا النخبوية والثقافة ، لن نترك فئة قلت أو كثرت ترتقى بفئويتها مناصب دون الآخرى ، تزداد بفئويتها علماً دون الآخرى، تعيش بفئويتها رفاهية دون الآخرى ، تقوى بفئويتها سلطة أونفوذاً أو اقتصاداً دون الآخرى ، نحن لن نتميز بعد اليوم ولن نترك قلة تحصل على ما لا يحصل عليه الوطن .... كل الوطن
نحن لن نغفل عمن عشعش فيهم الغلو وأبدت أفواهم البغضاء والكره ولن نرضى منهم قائداً ولا مرشداً ولا حكيماً ولا واعظاً ولا اماماً ولا قسيساً ولا داعية
لن نرضى سوى بعدل شامل في كل الوطن وأمن تام في كل الوطن وخصب دار في كل الوطن ولن نفقد الأمل
s_smy_vip@yahoo.com