عبد الرحمن عكيله صحفى مصرى
فكرة أن يكون المشير طنطاوي رئيسا للجمهورية مرفوضة تماما بغض النظر عما إذا كان هو وراء ما حدث خلال الأيام الماضية أم لا حيث قام بعض المواطنين " المرتزقة" بطبع ملصقات عليها صور المشير يبايعونه رئيسا للجمهورية.. بحجة الأمن والإستقرار وأن مصر تحتاج رئيسا عسكريا في هذه الفترة الحرجة .الفكرة قد لا يري البعض فيها خطرا علي مسار عملية التحول الديمقراطي في مصر وآخرون بكل صفاقة تجدهم يجاهرون بتأييد طنطاوي رئيسا ويطالبون بترشيحه في الإنتخابات القادمة بحجة الديمقراطية .
ولمن لا يعرف فإن المجلس العسكري ممثلا في طنطاوي يمارس صلاحيات الرئيس المخلوع الفرعونية ويفعل ما يريد وقتما يشاء ويصدر هذا القانون ويلغي ذاك فقط إذا أراد , فعلي سبيل المثال كان من السهل جدا حل الحزب الوطني دون دعوي قضائية ومحامين - وكأن الشهداء ماتوا كى يأتي محامي شاطر يكسب القضية لصالح المخلوع وأبناءه !!
إذا فطنطاوي هو الرئيس الفعلي لمصر وعلي مدي حوالي 9 أشهر يمارس تلك الصلاحيات هو ومجلسه ’ وماذا رأينا منهم ؟؟ هل نجحوا في إعادة الأمن وفرض الاستقرار المزعوم والقضاء علي أعداء الثورة وأعداء الوطن واللصوص الذين نهبوا بتروله وذهبه وكافة ثرواته وخيراته ؟!
يريدون عبد الناصر آخر ...عسكر مرة أخري . .60 عاما من التخلف والجهل مرة أخرى والمشاريع الوهمية المسماة بالقومية ..يريدون أن نرجع لحكم الفرد ..لطاغية مستبد .. لتكميم الأفواه والسجن والإعتقالات ..و هذا ما يجري الآن من محاكمات عسكرية لشباب ناشطين كانوا أول من أشعل فتيل الثورة والآن نراهم يقبعون خلف القضبان بأحكام تصل ل 15 سنه سجن بينما " قاتلي الشهيد خالد سعيد لم تتعدي عقوبتهم 7 سنوات مشددة .
ان فكرة طنطاوي رئيسا بدأها أحد جهابذة النفاق في مهنة الصحافة وهو جمال زايدة حيث قال في واقعة " البدله " أن المشير يصلح أن يكون رئيسا للجمهورية " فقط لأن البدله لايقه عليه "وختمها أمس عادل حموده رئيس تحرير إحدي الجرائد الصفراء التي تدعي الفجر وهي الجريدة التي لا هم لها سوى أن تري مصر تشتعل بأبناءها وتكون هناك فتنة ليس بين المسيحيين والمسلمين فقط بل بين المسلمين أنفسهم .
هل المشير برئ مما يحدث ؟ هل هو مظلوم ونحمله أكثر مما يطيق ويحتمل وأن تزكية بعض " المنافقين " له لا يتحمل وزرها ؟ أم انه يتحمل ما يجري من أول السطر حتي نهاية الكتاب ؟
الحقيقة أن المشير هو المسؤل الأول الأخير ..فطريقة إدارته للأمور و تركه لإذناب الحزب الوطني وأزلامه يعيثون فى ربوع البلاد يمثل بيئة خصبة لتفشي وباء النفاق وهو الخطر الحقيقي علي مصر وعلي الثورة وعلي مستقبل لا نقبل إلا أن نراه مشرقا حتي لو اضطررنا أن تكون لنا ثورة جديدة وتسيل دماءنا مرة أخري .
إن ظهور تلك الملصقات التي تبيايع طنطاوي في الشوارع هو نكسة لمصر التي نحلم أن تحتل المكانة التي تليق بها بين دول العالم في غضو 8 سنوات علي الأقل , فمعني أن يتجرأ المنافقون ويعلنون عن أنفسهم وعن سيدهم الجديد أن الثورة صوتها خفت ولم يعد أحد يخشي أن يقول ما يشاء حتي لو كان ذلك تعديا علي ارواح الشهداء وعلي كرامة المصريين فليس من المستبعد أن نجد في الأيام القادمة ملصقات تؤيد جمال مبارك ابن المخلوع بدعوي أنه بريء حتي تثبت إدانته والتي لم تثبت إلي الآن .
العسكر يقبعون الآن في السلطة وقد جربوا وذاقوا حلاوتها وقد تسيطر عليهم شهوتها ويفكرون في تخدير الشعب وافتعال أو استغلال أي احداث وأزمات من اجل ان يظلوا في السلطة للأبد وإلا فما هذه الرائحة النته التي تزكم الأنوف والتي كان يتميز بها المخلوع وكلابه..رائحة الإعتقالات والانتهاكات وتكميم الأفواه ومحاولة فرض الرأى الواحد وتصديره لنا حيث علي أننا قاصرون لا نعرف مصلحتنا !!
اختطاف ناشطين لمدة أيام لا يعرف عنهم أحدهم...إعادة إجراءات امن الدولة ونشاطاته مرة أخري وكأننا خدرنا الأفعى ولم نقتلها فعادت لتخرج لنا لسانها وتنفث سمها في وجوهنا وتعزف سيمفونية من اللدغات علي أجسادنا مرة أخري .
البعض يري أن العسكر خائفون علي مصر ولا يثقون في تسليم حكمها لأي فصيل وهو نفس التفكير الذي كان يوهم المخلوع به نفسه ويوهم به المواطنون الذين لا يعرفون سوي حكمته وأنه " حمى مصر من الحروب "
علي المشير ومجلسه إذا أرادوا أن يبرئوا ساحاتهم أن يتخذوا اجراءات حقيقة لضمان التجربة الديقراطية الوليدة.. وأن يكفوا عن العبث السياسى بنا وأن يسارعوا بمنع جميع منافقى ومطبلي الحزب الوثني من العمل السياسي ومن المشاركة في الإنتخابات القادمة حتي لا نري برلمانا مشوها لبلد يراد لها أن يكون المشير فيها رئيسا والفلول نوابا ووزراء .
كلمة أخيرة مثيرة للسخرية كيف سترجع أموال مصر المهربة والمنهوبة وبأى عين نطالب حكومة الدول الأجنبية بأن تجمد أموال المخلوع وابناءه ولم يصدر قرار من محكمة مصرية بالتحفظ علي أموالهم بعد؟!!
المصدر : شبكة رصد