الاثنين، 7 نوفمبر 2011

عبد الرحمن السيد يكتب : الثورة الثانية قربت جداً

مع إستمرار إنتهاكات المجلس العسكري المستمرة منذ 29/1 حيث لم يمنع قنص المتظاهرين عند وزارة الداخلية، مروراً بموقعة الجمل والإصرار علي عدم تحقيق أي مطلب من مطالب الثورة إلا بعد ضغط شعبي كبير (مثل إقالة حكومة شفيق ولكنه إستبدلها بحكومة شرف الفاشلة، وحل أمن الدولة ولكنه إستبدله بالأمن الوطني وشهدنا 3 حوادث خطف لنشطاء وتحقيق معهم من خلال جهة مجهولة ثُم يُطلق سراحهم، وإحالة المخلوع للمحاكمة المتوقفة منذ شهر سبتمبر وإقرار الحد الأدني علي أن يُنفذ من يناير القادم!!, وإقرار علانية المحاكمات والذي تم منعه لاحقاً مع تأجيلات غير مُبررة لقضايا قتل المتظاهرين) أو من خلال حكم محكمة (مثل حل الحزب الواطي ولكنه لم يُقر العزل السياسي, وحل المحليات ولكنه لم يُجري إنتخابات جديدة للمجالس المحلية، وإقرار حق المصريين بالخارج في التصويت ولكنه يُماطل في تنفيذ الحكم) والإصرار علي تجاهل جميع مطالب الثورة، وإنتهاءً بمذبحة ماسبيرو وإعلان المجلس بُكل وقاحة أنه سيستمرفي الحُكم حتي مُنتصف 2013 ضارباً عرض الحائط بخمس سيناريوهات إقترحها خمسة من مُرشحي الرئاسة وإئتلاف شباب الثورة لإجراء الإنتخابات الرئاسية بحد أقصي في مايو 2012 وضارباً عرض الحائط بإعلانه السابق أن مدة الفترة الإنتقالية هي 6 شهور.
نحن بإختصار أمام مُخطط لإعادة إنتاج النظام السابق من خلال مجلس شعب لا يملك تشكيل الحكومة ويسيطر الفلول علي جزء كبير منه ويُراد تهميش دوره في وضع الدستور الجديد من خلال قيامه بإنتخاب 20% فقط من الهيئة التأسيسية. ولا أستبعد وجود تزوير فإنتخابات 2005 شهدت تزوير رغم كونها تحت الإشراف القضائي الكامل. وطبعاً أحد محاور المُخطط هو الإيقاع بين جماعات الإسلام السياسي والجماعات الليبرالية حتي لا نتوحد ضد المجلس. ويمضي المخطط من خلال تشويه صورة الثوار وإتهامهم بالعمالة ومحاكمتهم عسكرياً والإنفلات الأمني وتجويع الشعب وتقييد الإعلام ومحاولة إثارة الفتنة الطائفية.
ولكن عندي يقين بأن الثورة الثانية قربت جداً وأن المصريين لن يسمحوا بسرقة ثورتهم وأوجز أسبابي علي النحو التالي:
حدث تطور في الشارع من خلال الفاعليتين التاليين:

1. جمعة 28-10 دُعي إليها قبلها بإسبوع من جهات محدودة ولا تملك شهرة قوية ثُم أيدها د/حازم قبلها بستة أيام و6 أبريل وإئتلاف شباب الثورة قبلها بيومين، وحدث تعتيم إعلامي عليها وكان مطلبها الوحيد إجراء الإنتخابات الرئاسية في أبريل 2012 ومضت علي النحو التالي:
o كنا حوالي 300 فرد في صلاة الجمعة ولكن وصلت المسيرات إلي الميدان وأصبحنا بالألاف وقت العصر وهذا تطور لم يحدث في أي جمعة سابقة.
o تم عمل 3 مسيرات لماسبيرو و دار القضاء العالي ونقابة الصحفيين قبل المغرب.
o جنازة المرحوم عصام أشعلت الميدان وكانت لحظة رهيبة وبكي الكثيرون.
o الألاف كانوا ينوون الإعتصام مع د/حازم وانتظروا معه حتي 10م ولكنهم إحترموا رأيه بتأجيل الإعتصام إلي جمعة 18/11.

2. مسيرة 31 أكتوبر ضد حبس علاء سيف وباقي ضحايا المحاكمات العسكرية وإنتهاكات حكم العسكر كانت أكبر مسيرة منذ 11 فبراير وتُقدر ببضعة آلاف، علي الرغم من الإعلان عنها قبلها بساعات فقط.
كان التجمع في ميدان طلعت حرب الساعة 7، ثم إنضم إلينا مسيرة ضخمة وأنطلقنا إلي سجن الإستئناف في باب الخلق الذي وصلنا عنده حوالي الساعة 9، مكثنا لفترة ثم عُدنا إلي ميدان التحرير حوالي الساعة 10:30.

إحساس لا يوصف عندما تهتف هذه الجموع الغفيرة هتافات 25 يناير، عيش حرية عدالة إجتماعية، الشعب يريد إسقاط النظام.
ملايين المصريين الذين شاركوا في الثورة وواجهوا الموت لن يسمحوا بسرقة ثورتهم.
ملايين المصريين الذين لم يشاركوا في الثورة أو شاركوا بشكل جزئي، منهم ملايين أو مئات الألاف الذين يشعرون بالندم لعدم المشاركة في الثورة بشكل كامل ويشعرون أنهم لم يدفعوا مقابل الحرية التي حصلوا عليها ولن يفوتوا الفرصة لتعويض ما فاتهم في الثورة الأولي.
لا تُصدقوا أن الشارع ليس معنا، خلال مسيرة 31 أكتوبر علي مدار ثلاث ساعات ونصف لم أري أحد من المارة يهاجمنا، البعض إكتفي بالمشاهدة والبعض كان يُصور بالموبايل والبعض إنضم إلينا.
في النهاية أدعوكم لتذكر أن الثورة الأولي كانت عبارة عن دعوة للتظاهر وتحولت بشكل مفاجئ لثورة، وأن إعتصام 28-1 بدأ فقط بخمسة آلاف فرد، وأن الثورة في الأساس ثورة شباب وليست ثورة إخوان أو أحزاب فلا يُحبطكم عدم مشاركة التيارات السياسية لإنشغالها في الإنتخابات، نلتقي إن شاء الله في إعتصام 18-11.



المصدر: الفجر